دارت أحداث هذه الجريمة في احدى محافظات العراق وكانت الجانية فيها فتاة جميلة وخجولة ذات ملامح وديعة يتيمة الابويين لجات الى احدى قريباتها لرعايتها بعد تهجير اسرتها ومقتل ابويها لتجد الملاذ الامن في كنف اسرة كانت تواقة الى الابناء وصارت جميلة وهذا هو اسمها الابنة المدللة..
وأشاعت البهجة والفرح في اركان ذلك البيت الهاديء الساكن سكون الموتى لكن جميلة لم تحفظ لذلك البيت حرمته ولا هدوءه بل إحالته الى جحيم .. فما هي قصة جميلة ؟ وكيف انقلبت تلك الفتاة الوديعة الى امراة شريرة قاتلة؟
أمنية تتحقق
لم تكن دوافع ارتكاب هذه الجريمة مقنعة وان كانت الجريمة بحد ذاتها عملا مخلا بالاخلاق الانسانية والاعراف والاديان السماوية الا ان ظروف ارتكاب هذه الجريمة لها ابعاد عديدة منها التنكر لسيدة طيبة اوت فتاة يتيمة وعاملتها كابنتها بعد ان عانت من عدم الانجاب مع ما تملكه من اموال طائلة الا ان تلك الاموال عجزت عن تحقيق حلم السيدة كريمة إنجاب طفل يشيع الفرح والسعادة في ارجاء البيت الذي ظل ينتظر صخب الاطفال ومرحهم بفارغ الصبر ولكن دون جدوى، وبعد طول انتظار جاء الفرج عن طريق سيدة قريبة لكريمة لتخبرها بأن عوائل عديدة قد تم تهجيرها في احدى مناطق العراق ( وما اكثر المهجرين في العراق قبل اعوام ) وان ابنة عم لها قد قتلت هي وزوجها في انفجار لغم في تلك المنطقة ولم يبق لهم سوى ابنة واحدة لا يتجاوز عمرها الـ15 عاما وهي الان وحيدة دون معيل ومن واجب القرابة ان ترعى كريمة تلك الابنة لانها الاقرب اليها من الجميع، رغم المأساة التي حلت على راس الفتاة جميلة فانها في الاخير حلت ضيفة على ابنة عم امها، لكن السيدة كريمة فرحت بالفتاة جميلة واوتها واحسنت اليها وعاملتها كابنتها وكانت فرحة زوج كريمة كبيرة هي الاخرى فقد وجد في الفتاة جميلة صورة لابنته التي ظل ينتظرها طويلا ..وتحققت امنية كل من الزوجين في وجود ابنة لهم والتي صارت محط رعاية و اهتمام من قبل الزوجين، اما جميلة فقد وجدت في ذلك البيت ضالتها في الرعاية والاهتمام فقد كانت عائلتها السابقة تعيش شظف العيش والفاقة.
الرغبة في العمل
ومع ان جميلة كانت غير محتاجة الى العمل الا انها ابدت رغبتها في الدخول الى اعدادية التمريض لتكون ممرضة في المستشفى العام في المحافظة، وكانت تحمل شهادة الدراسة الابتدائية، مانعت في بداية الامر امها الجديدة لانها لم تكن بحاجة الى ان تعمل جميلة لكي تعيل نفسها فكل شيء متوفر لها بل يزيد عن حاجتها، التجات جميلة الى متبنيها (زوج كريمة) لكي يقنعها في امر الانخراط في دراسة فن التمريض، ذلك ان كريمة كانت تعاني من أمراض مزمنة عدة منها ارتفاع ضغط الدم والسكري وان كانت الاعراض في البداية بسيطة الا ان جميلة أقنعت عمتها بأنها عند التخرج ستكون ابنة وممرضة لها، ولما كانت كريمة لا تقوى على رد طلب جميلة مهما كان صعبا فقد رضخت في النهاية لذلك الطلب وبتشجيع من زوجها، ذهبت جميلة الى الدراسة وكانت المتفوقة على قريناتها، الا ان خروجها من البيت كل يوم للدوام قد قادها الى الاهتمام بمظهرها واناقتها لاسيما وان عمتها لم تكن تبخل عليها بالمال فاخذت تذهب الى صالون الحلاقة والى الخياطة وتشتري اجمل واغلى الملابس حتى بدت فتاة اخرى غير تلك اليتيمة البسيطة، وصارت لها شخصية قوية وثقة بالنفس عالية مع جمال اخاذ وساحر، وصار الجميع ينظر اليها بإعجاب، وأولهم عمها الذي وجد فيها امراة جميلة وفاتنة وذات حضور كبير وصارت عندما تعانقه في خروجها او رجوعها لا تجد تلك البراءة ولا ذلك الحنان الابوي الذي عاشته معه منذ 4 سنوات، وتمادت هي الاخرى في تلك العلاقة التي تطورت من الابوة الى شيء اخر تشعر به لاول مرة، وسالت صديقاتها عن اسرار الترابط العاطفي بين الجنسين فكانت الاجابات تاتيها مشوشة غير واضحة المعالم، أرادت جميلة ان تجرب تلك العاطفة التي تتهامس بها الزميلات في مدرسة التمريض فوجدت في عمها كل الشروط المطلوبة لكي يكون فارس احلامها لاسيما وان عواطفه هو الاخر بدات تتغير نحوها،خاصة وانه كان اصغر من عمتها بعشر سنوات وانه كان على درجة من الوسامة وفوق هذا وذاك فهو اول رجل تفتحت عيناها عليه منذ ان كانت في سن الخامسة عشرة، كما صارت تسمع منه كلمات الغزل الرقيقة التي يهفو اليها قلب كل فتاة مراهقة، وتطورت العلاقة بينهما وصار لا يقوى على فراقها حتى عندما تذهب الى اعدادية التمريض، وكانت العمة غافلة عما كان يدور في ذلك البيت.
ظروف ارتكاب الجريمة
ومرت السنوات وتخرجت جميلة بتفوق من اعدادية التمريض واشتغلت في المستشفى العام في المحافظة وكانت محط اعجاب وتقدير الجميع وكانت تقدم العناية الفائقة للمرضى وخاصة النساء والاطفال واصبحت جميلة اجمل ملاك رحمة عرفتها تلك المستشفى، وكانت تغيب عن البيت في خفارات ليلية الا ان زوج عمتها كان لا يقوى على فراقها فكان يحضر للاطمئنان عليها وتطورت العلاقة بينهما لتصبح علاقة محرمة بين رجل وامراة ولكون الحب الجارف الذي جمعهما قد قادهما الى ذلك ، واخبرها عمها انه سوف يتزوج بها اذا ما توفت زوجته لانه لا يستطيع ان يتزوجها الان لان زوجته سوف تحرمه وتحرمها من املاكها الواسعة، فظل الاثنان ينتظران تلك الوفاة بفارغ الصبر، وصادف ان مرضت العمة وادخلت الى المستشفى واجريت لها عملية لاستئصال الغدة الدرقية وكانت جميلة تشرف على علاج عمتها واعطائها الدواء والحقن بنفسها، وفي هذه المناسبة اخبرها عمها ان الفرصة الان مواتية لهما في التخلص من كريمة وما عليها الان الا ان تضاعف جرعات الدواء للمريضة لكي تجعلها في عداد الموتى ويخلو لهما الجو ويتزوجان بكل يسر وسهولة، وانتظرت جميلة تعليمات الطبيب لكي تتصرف بالجرعة الدوائية المميتة، وعندما كتب الطبيب المعالج نوع الحقن الواجب اعطاؤها للمريضة ذهبت جميلة الى الصيدلية القريبة من المستشفى وطلبت حقنا اخرى غيرها تعمل على تخثر الدم وبسرعة وان تلك الحقن محظور اعطاؤها الى المرضى المصابين بضغط الدم المرتفع والذين يعانون من خفقان في القلب وكانت العمة كريمة تعاني من تلك الأمراض، وقد اخبرها الصيدلي ان هذه الحقن لا تعطى لكبار السن ولا للمصابين بضغط الدم وخفقان القلب وكان الصيدلي على صلة قرابة بالسيدة كريمة دون علم الممرضة جميلة بذلك، واتفقت جميلة مع متبنيها وعشيقها في الوقت نفسه للتخلص من الزوجة كريمة في الليل عندما تحين فرصة اعطاء الحقنة للمريضة، وفي تمام الساعة الثالثة ليلا اعطت جميلة الحقنة المحرمة لمتبنيتها التي وثقت بها وربتها وانتشلتها من التشرد المؤكد، وفي الصباح اصيبت كريمة بنوبة من الخفقان والحمى الشديدة والرعشة وادخلت الى ردهة الإنعاش، وقد تغير لون جلدها الى الأزرق، وجاء الطبيب المعالج وسال عن نوع الحقن التي اخذتها المريضة في الليل فاخبرته جميلة انها اعطت الحقن التي كتبها هو بنفسه وعند التاكد من الصيدلية الخافرة كان الجواب ان لا احد قد جاء لاخذ اية حقن تذكر في تلك الليلة.
شكوك يؤكدها الصيدلي
وما هي الا ساعات حتى فارقت العمة كريمة الحياة وكان تشخيص اسباب الوفاة هو التسمم الدوائي وجاءت شقيقة كريمة التي تعمل هي الاخرى ممرضة لتتهم جميلة بالتقصير في واجبها ومن انها ربما اعطت جرعات كبيرة من الدواء للمريضة ما جعلها تفارق الحياة والقت الشرطة القبض على الممرضة المعالجة ووضعتها في موضع التحقيق والاستجواب خاصة وان قسم الصيدلية الخافرة قد نفت صرف اية حقن للمرضى في تلك الليلة ووصل خبر وفاة كريمة الى قريبها الصيدلي فجاء الى مركز الشرطة للادلاء بشهادته من انه قد صرف نوعا من الحقن الى الممرضة جميلة محذرا اياها من اعطائها الى مرضى الضغط ومرضى القلب وكانه بذلك على علم اكيد بنيات الممرضة جميلة، اما الطبيب المعالج فقد نفى ان يكون قد كتب للمريضة ذلك النوع من الحقن وطلبت قريبة كريمة الممرضة ان يتم تشريح جثة المتوفية، وعند التشريح تبين ان المريضة قد تسممت بفعل تلك الجرعات الفعالة من الحقن المحظور تداولها في حالة كريمة، وبذا ثبت بالبرهان الواضح ان الموضوع ليس وفاة بل هو جريمة قتل تم تدبيرها وتنفيذها من قبل الممرضة جميلة، الا ان الزوج كان يظن انه سوف يفلت من العقاب باعتباره احد الشركاء في الجريمة الا ان جميلة اعترفت انها انما خططت ونفذت الجريمة مع زوج المجني عليها وان لها علاقة محرمة معه، فتم القاء القبض على الزوج ايضا وصدر الحكم بحقهما من قبل محكمة الجنايات بالسجن المؤبد للممرضة جميلة والسجن لمدة 15 سنة لزوجها، وهكذا تسدل الستارة على حياة بيت كان الى وقت قريب يعج بالحياة وتملاه السعادة.
وأشاعت البهجة والفرح في اركان ذلك البيت الهاديء الساكن سكون الموتى لكن جميلة لم تحفظ لذلك البيت حرمته ولا هدوءه بل إحالته الى جحيم .. فما هي قصة جميلة ؟ وكيف انقلبت تلك الفتاة الوديعة الى امراة شريرة قاتلة؟
أمنية تتحقق
لم تكن دوافع ارتكاب هذه الجريمة مقنعة وان كانت الجريمة بحد ذاتها عملا مخلا بالاخلاق الانسانية والاعراف والاديان السماوية الا ان ظروف ارتكاب هذه الجريمة لها ابعاد عديدة منها التنكر لسيدة طيبة اوت فتاة يتيمة وعاملتها كابنتها بعد ان عانت من عدم الانجاب مع ما تملكه من اموال طائلة الا ان تلك الاموال عجزت عن تحقيق حلم السيدة كريمة إنجاب طفل يشيع الفرح والسعادة في ارجاء البيت الذي ظل ينتظر صخب الاطفال ومرحهم بفارغ الصبر ولكن دون جدوى، وبعد طول انتظار جاء الفرج عن طريق سيدة قريبة لكريمة لتخبرها بأن عوائل عديدة قد تم تهجيرها في احدى مناطق العراق ( وما اكثر المهجرين في العراق قبل اعوام ) وان ابنة عم لها قد قتلت هي وزوجها في انفجار لغم في تلك المنطقة ولم يبق لهم سوى ابنة واحدة لا يتجاوز عمرها الـ15 عاما وهي الان وحيدة دون معيل ومن واجب القرابة ان ترعى كريمة تلك الابنة لانها الاقرب اليها من الجميع، رغم المأساة التي حلت على راس الفتاة جميلة فانها في الاخير حلت ضيفة على ابنة عم امها، لكن السيدة كريمة فرحت بالفتاة جميلة واوتها واحسنت اليها وعاملتها كابنتها وكانت فرحة زوج كريمة كبيرة هي الاخرى فقد وجد في الفتاة جميلة صورة لابنته التي ظل ينتظرها طويلا ..وتحققت امنية كل من الزوجين في وجود ابنة لهم والتي صارت محط رعاية و اهتمام من قبل الزوجين، اما جميلة فقد وجدت في ذلك البيت ضالتها في الرعاية والاهتمام فقد كانت عائلتها السابقة تعيش شظف العيش والفاقة.
الرغبة في العمل
ومع ان جميلة كانت غير محتاجة الى العمل الا انها ابدت رغبتها في الدخول الى اعدادية التمريض لتكون ممرضة في المستشفى العام في المحافظة، وكانت تحمل شهادة الدراسة الابتدائية، مانعت في بداية الامر امها الجديدة لانها لم تكن بحاجة الى ان تعمل جميلة لكي تعيل نفسها فكل شيء متوفر لها بل يزيد عن حاجتها، التجات جميلة الى متبنيها (زوج كريمة) لكي يقنعها في امر الانخراط في دراسة فن التمريض، ذلك ان كريمة كانت تعاني من أمراض مزمنة عدة منها ارتفاع ضغط الدم والسكري وان كانت الاعراض في البداية بسيطة الا ان جميلة أقنعت عمتها بأنها عند التخرج ستكون ابنة وممرضة لها، ولما كانت كريمة لا تقوى على رد طلب جميلة مهما كان صعبا فقد رضخت في النهاية لذلك الطلب وبتشجيع من زوجها، ذهبت جميلة الى الدراسة وكانت المتفوقة على قريناتها، الا ان خروجها من البيت كل يوم للدوام قد قادها الى الاهتمام بمظهرها واناقتها لاسيما وان عمتها لم تكن تبخل عليها بالمال فاخذت تذهب الى صالون الحلاقة والى الخياطة وتشتري اجمل واغلى الملابس حتى بدت فتاة اخرى غير تلك اليتيمة البسيطة، وصارت لها شخصية قوية وثقة بالنفس عالية مع جمال اخاذ وساحر، وصار الجميع ينظر اليها بإعجاب، وأولهم عمها الذي وجد فيها امراة جميلة وفاتنة وذات حضور كبير وصارت عندما تعانقه في خروجها او رجوعها لا تجد تلك البراءة ولا ذلك الحنان الابوي الذي عاشته معه منذ 4 سنوات، وتمادت هي الاخرى في تلك العلاقة التي تطورت من الابوة الى شيء اخر تشعر به لاول مرة، وسالت صديقاتها عن اسرار الترابط العاطفي بين الجنسين فكانت الاجابات تاتيها مشوشة غير واضحة المعالم، أرادت جميلة ان تجرب تلك العاطفة التي تتهامس بها الزميلات في مدرسة التمريض فوجدت في عمها كل الشروط المطلوبة لكي يكون فارس احلامها لاسيما وان عواطفه هو الاخر بدات تتغير نحوها،خاصة وانه كان اصغر من عمتها بعشر سنوات وانه كان على درجة من الوسامة وفوق هذا وذاك فهو اول رجل تفتحت عيناها عليه منذ ان كانت في سن الخامسة عشرة، كما صارت تسمع منه كلمات الغزل الرقيقة التي يهفو اليها قلب كل فتاة مراهقة، وتطورت العلاقة بينهما وصار لا يقوى على فراقها حتى عندما تذهب الى اعدادية التمريض، وكانت العمة غافلة عما كان يدور في ذلك البيت.
ظروف ارتكاب الجريمة
ومرت السنوات وتخرجت جميلة بتفوق من اعدادية التمريض واشتغلت في المستشفى العام في المحافظة وكانت محط اعجاب وتقدير الجميع وكانت تقدم العناية الفائقة للمرضى وخاصة النساء والاطفال واصبحت جميلة اجمل ملاك رحمة عرفتها تلك المستشفى، وكانت تغيب عن البيت في خفارات ليلية الا ان زوج عمتها كان لا يقوى على فراقها فكان يحضر للاطمئنان عليها وتطورت العلاقة بينهما لتصبح علاقة محرمة بين رجل وامراة ولكون الحب الجارف الذي جمعهما قد قادهما الى ذلك ، واخبرها عمها انه سوف يتزوج بها اذا ما توفت زوجته لانه لا يستطيع ان يتزوجها الان لان زوجته سوف تحرمه وتحرمها من املاكها الواسعة، فظل الاثنان ينتظران تلك الوفاة بفارغ الصبر، وصادف ان مرضت العمة وادخلت الى المستشفى واجريت لها عملية لاستئصال الغدة الدرقية وكانت جميلة تشرف على علاج عمتها واعطائها الدواء والحقن بنفسها، وفي هذه المناسبة اخبرها عمها ان الفرصة الان مواتية لهما في التخلص من كريمة وما عليها الان الا ان تضاعف جرعات الدواء للمريضة لكي تجعلها في عداد الموتى ويخلو لهما الجو ويتزوجان بكل يسر وسهولة، وانتظرت جميلة تعليمات الطبيب لكي تتصرف بالجرعة الدوائية المميتة، وعندما كتب الطبيب المعالج نوع الحقن الواجب اعطاؤها للمريضة ذهبت جميلة الى الصيدلية القريبة من المستشفى وطلبت حقنا اخرى غيرها تعمل على تخثر الدم وبسرعة وان تلك الحقن محظور اعطاؤها الى المرضى المصابين بضغط الدم المرتفع والذين يعانون من خفقان في القلب وكانت العمة كريمة تعاني من تلك الأمراض، وقد اخبرها الصيدلي ان هذه الحقن لا تعطى لكبار السن ولا للمصابين بضغط الدم وخفقان القلب وكان الصيدلي على صلة قرابة بالسيدة كريمة دون علم الممرضة جميلة بذلك، واتفقت جميلة مع متبنيها وعشيقها في الوقت نفسه للتخلص من الزوجة كريمة في الليل عندما تحين فرصة اعطاء الحقنة للمريضة، وفي تمام الساعة الثالثة ليلا اعطت جميلة الحقنة المحرمة لمتبنيتها التي وثقت بها وربتها وانتشلتها من التشرد المؤكد، وفي الصباح اصيبت كريمة بنوبة من الخفقان والحمى الشديدة والرعشة وادخلت الى ردهة الإنعاش، وقد تغير لون جلدها الى الأزرق، وجاء الطبيب المعالج وسال عن نوع الحقن التي اخذتها المريضة في الليل فاخبرته جميلة انها اعطت الحقن التي كتبها هو بنفسه وعند التاكد من الصيدلية الخافرة كان الجواب ان لا احد قد جاء لاخذ اية حقن تذكر في تلك الليلة.
شكوك يؤكدها الصيدلي
وما هي الا ساعات حتى فارقت العمة كريمة الحياة وكان تشخيص اسباب الوفاة هو التسمم الدوائي وجاءت شقيقة كريمة التي تعمل هي الاخرى ممرضة لتتهم جميلة بالتقصير في واجبها ومن انها ربما اعطت جرعات كبيرة من الدواء للمريضة ما جعلها تفارق الحياة والقت الشرطة القبض على الممرضة المعالجة ووضعتها في موضع التحقيق والاستجواب خاصة وان قسم الصيدلية الخافرة قد نفت صرف اية حقن للمرضى في تلك الليلة ووصل خبر وفاة كريمة الى قريبها الصيدلي فجاء الى مركز الشرطة للادلاء بشهادته من انه قد صرف نوعا من الحقن الى الممرضة جميلة محذرا اياها من اعطائها الى مرضى الضغط ومرضى القلب وكانه بذلك على علم اكيد بنيات الممرضة جميلة، اما الطبيب المعالج فقد نفى ان يكون قد كتب للمريضة ذلك النوع من الحقن وطلبت قريبة كريمة الممرضة ان يتم تشريح جثة المتوفية، وعند التشريح تبين ان المريضة قد تسممت بفعل تلك الجرعات الفعالة من الحقن المحظور تداولها في حالة كريمة، وبذا ثبت بالبرهان الواضح ان الموضوع ليس وفاة بل هو جريمة قتل تم تدبيرها وتنفيذها من قبل الممرضة جميلة، الا ان الزوج كان يظن انه سوف يفلت من العقاب باعتباره احد الشركاء في الجريمة الا ان جميلة اعترفت انها انما خططت ونفذت الجريمة مع زوج المجني عليها وان لها علاقة محرمة معه، فتم القاء القبض على الزوج ايضا وصدر الحكم بحقهما من قبل محكمة الجنايات بالسجن المؤبد للممرضة جميلة والسجن لمدة 15 سنة لزوجها، وهكذا تسدل الستارة على حياة بيت كان الى وقت قريب يعج بالحياة وتملاه السعادة.